الأربعاء، 9 يناير 2013

وجودية





ان طائرا وقف علي غصن
ليلتق أنفاسه او ماشابه
فعلقت به حبة
من الحبات الكثيرة المتناثرة فى الكون عشوائيا
واصطحبها بين طياته
غير عابئ إلا بمصيره هو

وفى لحظة لم يخترها
سقطت الحبة فى يد الريح .. لتفعل بها ماتشاء
شهقت الريح وتمطت
وقذفت بالحبة فى اتجاه ما
وبعد مسافة فى الشقاء والزمن
سقطت أرضا
ليس بيدها أية حيلة
لاتملك لها مصيرا

ممددة هي الحبة
تنظر فى السماء
ذلك الغطاء البعيد جدا
والقريب فى آن

ممددة هي الحبة 
تنظر فى السماء 
ذلك الوجه الغامض والساحر
المقسوم نصفين
كل نصف له عين
وكل نصف له لون
وكل نصف له ملمس

" عين " حارقة وعين ثلجية
" لون " مليئ بهجة وازعاجا..ولون منطفئ كجرح
" ملمس " ناعم وعميق كرمل البحر
وملمس مفزع كمستنقع
يشتركان فى المجئ والغياب ..عمرا بعد عمر

وها هي تتساقط علي الحبة
قطرات لامعة كالنجوم
ومتوهجة كالبسمات
مثل ذرات الزجاج المتكسر
لكنها لا تجرح..بل تشفي
علي فرقتها تؤثر بشكل متوحد

يبدوا ان السماء قررت ان تغير الروتين
يبدوا انهاانفعلت وقذفت بشئ ما..مرآتهاالخاصة
فبرقت وأرعدت وأمطرت
فانقسمت الحبة نصفين
ولسبب ما..لم تأخذ برأي الفيزياء فى هذا الموضوع
فاتحدا معا
ونمت لأعلي ولأسفل
وما ان اعلنت عن وجودها
(ربما دون ارادة منها)
ومع كون عودها مازال أخضر
فإن تلك كانت موافقة جبرية علي خوض الحرب الضارية
حرب الحياة والموت

+++++++++++++++++++++++++++++++

تلك الحبة..هي أنا
أو هكذا أقرأ وجودي
*وحيد ..وضئيل ..ومشتت

إن التجارب علمتني أن أكون مستعدا
فهناك دائما مفاجئة ما فى الانتظار
وعلمتني أن أتقبل  مصيري
حتي لو كانت ترجمته حرفيا ؛
" ..أن أفقد أي رقم سجل فى ذاكرة الآلة الحاسبة  "

وعلمتني أيضا
أن هناك أماكن سرية فى الداخل
أستطيع أن اخبأ  فيها أي ذكري ثمينة
ولا يصل اليها أحد غيري..والموت
مثل فنجان القهوة..المسموح به حتي الخامسة مساءا
أو المرأة التى أعشقها ودشنت بها يوم مولدي
وأزورها داخليا من حين لآخر
أو كتاب قرأته مائة مرة علي الاقل
أو رائحة البحر مبتلا بالمطر والسقيع
أو ماشابه غير ذلك
 مما قد يستغرقني عمرا لرسمه وتلوينه

إن التجارب علمتني أن أكون كالأشجار
أدس جذوري فى الارض عميقا
وأرفع هامتي عاليا تحت أي ظرف
ولا أتخلي إلا عن الاوراق اليابسة
التى أستطيع ان استبدلها فى وقت آخر
وأخيرا
ألا أموت إلا موتا مشرفا
أو مطعونا فى الظهر









ليست هناك تعليقات: