السبت، 27 أبريل 2013

لعنة سيزيف "الحياة فى مصر الآن"




كنا أيام الجيش
لما القائد يحب يعاقب حد
..مش يسجنه؟؟ لأ
ودا كلام يمكن يكون قاصر علي القائد بتاعنا..
ويمكن لأن امكانيات العقاب دي كانت متوفره حصريا عندنا لظروف وقتيه
كان القائد يحكم عليه ينقل كوم من الحجاره والطوب - وكوم دا يعني كمية من الحجارة تكفي لتسوير الوحدة بالكامل  - من مكانه ..لمكان تاني .. والمكان دا ممكن يكون بعيد وممكن يكون قريب .. هوا وحظه..ودا لأن الوحدة كان بيتعملها اعادة بناء وتجديد .
ويفضل العسكري ينقل فى الكوم ..طوبه ..طوبه ..وحجاره ..حجاره
طول الوقت من مكانها لمكان تاني من غير هدف ..يروح ياكل ويرجع ينقل الحجاره..يروح الحمام ويرجع تاني..خلص ماشي..ماخلّصش يبقا هوا وحظه برضه..يا الظابط يسامحه ويسيبه يقضي الليل فى سريره..يااما يحكّم رأيه ويطفحه الدم طول الليل كمان لحد ما يخلص..
والسيناريو الأسوأ بعد كل دا هوا ايه ؟؟
هوا ان الواد - اللى امه داعيه عليه - يروح يدي تمام للظابط انه خلّص العقاب ونقل كوم الحجاره..يجي الظابط يقوله !!
-        طب تمام ..انا مبسوط منك ..اتفضل بقا رجعه مكانه تاني..
ودا مش هزار..دا بجد..
لأن هوا القصد من العقوبه من البدايه مش نقل الكوم فى حد ذاته..لكن هيا العقوبه الدايره المفرغه للعقوبه
ودا انا افتكرته وبشده ..ليه ؟؟
لأن أنا وصلت لمرحله من حياتي علي مشارف التلاتينات..بقيت حاسس الحياه فى مصر ماشيه كدا
الايام اللى شبه بعضها، والروتين الفظيع المسيطر علي التفاصيل الكبيره والصغيره للحياه ، من أول ماتصحي من النوم والميه الضعيفه والسخان (الجديد) اللى مش شغال بكفاءة..والكهربا اللى بتروح وتيجي زي الجلطه كدا ..وتنزل تمشي فى شارع مدغدغ شبه مدقات الصحرا وأكوام زباله عالجانبين..وتروح تركب ماتلاقيش مواصلات وتتعامل معاملة الكلاب عشان تركب..وممكن تركب قطار تتحشر فيه زي الفسيخه وتتخانق مع واحد بيتحرش بواحده أو حتي بيتحرش بيك انت نفسك وتروح الشغل متأخر(لازم كل يوم تروح متأخر لأي سبب)ومديرك اللى بيجي متأخر برضه يحرق دمك بكلمتين أو يديك جزا..او الاتنين مع بعض..     وتقوم بشغل مابتحبوش غالبا مش مناسب ليك..او لمؤهلاتك ..بس الظروف هيا اللى اضطرتك ليه ..ولما تفكر تطور يقولك خليك فى حالك احنا عارفين كل حاجه..                                       وتبقا غالبا رايح الشغل مش عشان تشتغل..لأ..دا انت رايح عشان "تذب عن نفسك" الطعنات والناس اللى بتضربك فى ضهرك وعاوزه تزيحك من مكانك ماتعرفش ليه ؟؟ وتقضي يوم تتمرر وتعاني وتتحرق أعصابك ودمك ميت مره
وتخلص ويجي وقت المرواح  ويتكرر نفس السيناريو ..
وتيجي آخر الشهر تلاقي نفسك ماسك ملاليم..لا مكفي تسدد ديونك..ولا تشيل مصروف ولا تصرف علي نفسك ولا تحوش ....إلخ إلخ إلخ
الحياه فى مصر بقت زي عقوبة القائد العسكري اللى بتقوم كل يوم من نومك ولحد ماتنام عشان تنفذها..انهارده تنقل كوم الحجاره من هنا..وبكره ترجعه من مكانه الجديد لمكانه الاول تاني..
مع انها علي العكس..المفروض تبقا حياة بناء..انهارده بروح أضيف بعض الاحجار بعنايه وبحب للبناء..كأني عمال من "عمال الاهرامات"
واقوم تاني يوم وانا ملهوف وبجري عشان أضيف غيرهم..وكل حلمى اني اشوف الانجاز
هل لسه فيه أمل ؟؟؟



ليست هناك تعليقات: