ترهات قديمة

احس يا سيدتي

ان الساعة شارفت علي منتصف الليل

وان التعويذة التى جمعتنا سويا تلك الليلة الطويلة

والتى كانت او مرت كما الثلاث سنوات او يزيد

قد بدأ مفعولها يزول شيئا فشيئا

وتسلل الماضي الى ملابسي والى جسدي والى روحي

صحيح ٌ أنا مازلت انا

ولكن زهوتي التى قابلتك بها تلك الليلة ..تريد أن تبهت

واريد ان امنعها - ان استطعت -

ولكن هيهات أن تستجيب لفقير مثلي

العقارب تدور فى حركة ثابتة وصارمة

تهترؤ ثيابي بنفس الثبات والصرامة

أحاول ان ألملم ما لعله تبقي مني

أهرول بجنون وشتات
نحو مجهول كنت اعرفه سابقا

ولكني تركته ورائي حتي نسيته

او ربما تبخر الفرحة التى غمرتني لعمر مضي

هو مايشل حواسي واعضائي الان

الا قدميّ اللتين تعملان بكامل طاقتيهما

لا يمكن ان انسي ابدا

وجنتيك وانتِ فرحة

وانا افعل وافتعل كل شئ لازيد من درجة توردهما

لايمكن ان انسي ابدا

عينيكِ اللتين مازال مفتاحهما معي

ادخل فيهما فى اي وقت شئت

واغلق الباب ورائي دون خوف من اي شئ اخر

لايمكن ان انسي ابدا

ذكاؤك الذي فاق كل التوقعات

وان قارنت ذكائي به

فغالبا سيتجسد عليّ انسان بدائيّ

لايمكن ان انسي ابدا

المائة جنية التى أدين لك بها

وحتي الان ترفضين ردها

لا لانك لاترغبين فى ردها

ولكن لاظل محبوسا فى ركن المعايرة

تدق الساعة معلنة منتصف الليل

ينفلت حذائي فوق السلالم

لا اهتم

فحبكة القصة القدرية
لابد وان تسير علي هذا النحو

ولا خيار لي الا فى الهرولة بعيدا عني

اعمل فى اليوم اكثر من عشر ساعات

ولا احصل فى اخركل شهر الا علي فتات تقدير

وتدق الساعة القدرية كل يوم فى نفس الميعاد

او اقل قليلا او اكثر قليلا

ولا اعتراض بالطبع

صك العبودية يملكه من يطعمني الخبز

ويمنحني الحياة ليوم اخر

من بني البشر الطيبين بالطبع

الشريرون يمتنعون

صوت : "  بوسطه... بوسطه ..بوسطه..."

جاء البريد

رسالة غريبة الشكل والمعالم

كلمتين وبس ..علي اسم برنامج الراديو الشهير

" ..عفواً

النهاية السعيدة تعتذر عن الحضور

لظروف طارئة

لك كل التحية

والى لقاء ليس بقريب "

ولك أيضا كل التحية